الجيش حتى لا تذبحوا كما في عدرا
د.نسييب حطيط
بعدما قتل معاوية الصحابي حجر بن عدي، كتب على قبره "هذا قبر حجر بن عدي رضي الله عنه قتله معاوية رضي الله عنه..."! وفي لبنان يصرح السياسيون أنهم مع الجيش ويكلفون المحامين للدفاع عن قتلة الجيش ، ويعلنون أنهم مع المقاومة و يطالبون بنزع سلاحها !!
لم يبق من الدولة ومؤسساتها سوى الجيش، كمؤسسة وطنية تقوم بواجباتها في ظل شلل المؤسسات وإذا تفكك الجيش سنكون امام تجربة الحرب الأهلية عام 1975 بشكل أكثر ودموية لأننا دخلنا دائرة" العولمة الإرهابية "و الفكر التكفيري العابر للحدود والدين.
الجيش اللبناني ضحية السياسيين والإرهابيين، بلا غطاء سياسي يحميه معرض للقتل بينما الإرهابيون يتمتعون بالحصانة ويتنقلون بسيارات الرسميين والوزراء والنواب والأحزاب !
إذا كان بعض اللبنانيين والقوى السياسية تنتظروصول الوحش التكفيري ليذبحها كما ذبح وعلق الرؤوس العلويين والشيعة والمسيحيين والدروز "والسنة" المتعاونين مع النظام في عدرا ونبش القبور، ، وليغتصب النساء بإسم الديمقراطية والحرية ،فإننا نقول لهؤلاء إذا بقيتم على مواقفكم الغبية الكيدية، فسيدخل التكفيريون إلى بيوتكم ونسائكم ومساجدكم وكنائسكم وقبور موتاكم وستندمون حين لا ينفع الندم، لا تذبحوا الجيش بتصاريحكم المعسولة، فإذا تفكك الجيش لن تستطيعوا الخروج من بيوتكم، وإن بقيتم لن تبقوا أحياء إلا إذا بايعتم الأمراء الجدد وآمنتم "بجهاد النكاح" لنسائكم وبناتكم خاصة كبار القوم الذين لا يستطيعون القتال فعليهم تقديم المال والنساء !!
الجيش اللبناني آخر ما تبقى من مؤسسات، وبدونه سيتحول لبنان إلى صومال جديدة أو أفغانستان أو العراق، ومن يظن أن القتل والتفجير سيكون في مناطق "أعدائه" من حزب الله والشيعة فهو غبي وغير أخلاقي فهؤلاء التكفيريون يعتبرون كل معاد لفكرهم عدو يستحق الذبح.
وسؤالنا ماذا لو أعلن الجيش اللبناني الإضراب العام استنكاراً لما يتعرض له من إفتراءات وتهجم، خاصة وأن الجمارك أضربت (وهي مؤسسة شبه عسكرية) دعماً لمديرها العام وعطلت المرافئ والمطار ولم يحاسبها أحد... فتصوروا أن الجنود والضباط مكشوفي الظهر والذين يشتمهم السياسي ثم يطلب حمايتهم، وتشتمهم الأحزاب ثم تطلب أن يفصل بينها في الإشتباكات، تحاصرها المؤسسات ثم تطلب حمايتها لتأمين الإنتخابات...
تصوروا أن يعلن الجيش الإضراب... ويترك الحواجز ولا يفصل بين المتقاتلين فماذا الذي يحصل... هل تستطيع الدولة طرد عشرات الآلاف من العسكريين لتبقى عارية من الحماية...
هل يعقل أن الإرهابيين والمسلحين يجتمعون مع السياسيين والمسؤولين في بيوتهم ثم يطلقوا النار على الجيش و يمنع الجيش من إعتقالهم...
هل يجوز لكل من أدعى "المشيخة" وأطال اللحية ولبس العباءة أن يصبح مرجعية تشتم وتهدد وتمنع الجيش من أداء مهماته و تطلق الفتاوى بالقتل وتكسير الأرجل !
من يمنع التكفيريين من تفجير الكنائس والمساجد، من سيمنع الإرهابيين العابرين للحدود من إستباحة الأمن في لبنان بوجود مليون نازح سوري بينهم الصالح المظلوم وبينهم الإرهابي الظالم... وأكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني وكل هؤلاء يتمتعون بالحصانة... يفر المطلوبون إلى المخيمات ثم يديرون شبكات الإرهاب من الداخل وعندما تطالب الدولة بتسليمهم تعلن الفصائل عجزها بل وتهاجم من يكتب الحقيقة فهل سلمت الفصائل المطلوبين والمتهمين بتفجيرات الضاحية والسفارة الإيرانية وإطلاق الصواريخ !!
الحصانة للجميع في لبنان من معارضة سورية مسلحة، وإرهابيين تكفيريين ومخيمات ومسؤولي محاور وزعامات وطوائف ومذاهب وفاسدين إلا الجيش بلا حصانة لأنه لا ينتمي إلى طائفة أو مذهب... ولا توجد دولة لتحميه وإن وجدت فإنها يقوم بجلده وإهانته.
لا تذبحوا الجيش حتى لا يذبحكم التكفيريون وإحموا الجيش لتحموا لبنان ومن فيه من المواطنين واللاجئين والمقيمين... فحصنوا الوطن حتى لا تصبحوا لاجئين في الخارج أو مذبوحين في الداخل...
سياسي لبناني